السيدات والسادة قيادات وأعضاء الجهاز المركزي للمحاسبات وأبنائه العاملين به في شتى مواقعه، نحتفل اليوم بالذكرى الثامنة بعد السبعين لميلاد هذا الجهاز كواحد من أعرق أجهزة الرقابة المالية على مستوى العالم، وأعرقها جميعاً في محيطنا الإقليمي، وعبر تاريخ حافل بالعطاء كانت مسيرة هذا الجهاز عملاً دؤوباً وجهداً مخلصاً نحو إعلاء قيم الشفافية والرقابة والمساءلة في إدارة المال العام وصيانته وحماية مقدرات الشعب وثرواته القومية، ولقد توجت تلك المسيرة في ظل قيادة وطنية مخلصة رشيدة، نذرت نفسها لخدمة وطنها، بتقرير كامل استقلاله وإعلاء شأنه بكفالة الدستور، ليحظى بدعم غير مسبوق في أداء رسالته الرقابية، وبما أسفر عن تعاظم تأثيره في ضبط الأداء العام وترشيد السياسات المالية وكشف الفساد وتقويضه، وبات حضوره قوياً فاعلاً في المحافل والمنظمات الدولية لتجمعات الأجهزة الرقابية النظيرة على المستويين الإقليمي والدولي، وما كان لجهازكم العريق أن يبلغ هذا الاستحقاق لولا جهد أبنائه المخلصين وتجردهم لغاياته السامية وتطلعهم في جُل عملهم- فقط - إلى الصالح العام.
إننا إذ نحيي هذه الذكرى ونستحضر ما تحمله من معان إنما نؤكد على تمسكنا بقيم المسئولية والانضباط وسيادة القانون، وهي بعض من القيم المستمدة من جوهر رسالتنا المهنية، لا باعتبارها فقط مبادئ ملزمة في عملنا الرقابي بقدر ما هي واقع ينبغي أن نحياه في مسلكنا العملي. فخالص تهنئتي إليكم بهذه الذكرى، وفقكم الله تعالی وسدد جهدكم وحفظ مصرنا وبلغها ما هي جديرة به من التقدم والازدهار .
|